اسطورة الزومبي  

Posted by roksan

الموتى الاحياء

الزومبى

كما هو واضح من الاسم ، فان الموتى الاحياء او الزومبى فهم موتى يفترض انهم اعيدوا الى الحياة ليصبحوا بصورة مشابهة نوعا ما للصورة التى قدمتها السينما عن (الزومبى) بانهم وحوش بشرية يأكلون لحوم البشر الاحياء ، وقد ظهرت اسطورة (الزومبى) فى جزيرة (هاييتى) - وهى واحدة من جزر البحر الكاريبى - حيث شوهد فيها امواتا لم تبدأجثثهم بالتحلل بعد ، و كان الميت يمشى و يأكل ويشرب ويسمع ويتحدث و لكنه مسلوب الارادة تماما!!

بل ولا يحمل اى ذاكرة لفترة حياته ، و يعتقد الاهالى ان هذا بفعل السحر الاسود الذى يمارس بالفعل على نطاق واسع فى (هاييتى) من قبل السحرة و المشعوذين ، حيث يقوم الساحر بهذا العمل عادة كى يجعل من (الزومبى) عبدا يعمل فى حقله اولا ، و ليكسب احترام الناس و خوفهم ثانيا ، و لكن الامر لا يحدث بشكل علنى لان هناك قانون صارم فى (هاييتى) يمنع منعا باتا تحويل الانسان الى زومبى!!!

و هذا قانون شهير يعرفه سكان الجزيرة و تصل عقوبته الى الاعدام على الرغم من الصورة الهزلية التى قد تتبادر الى ذهن القارىء.

و لكن كيف يحدث كل هذا ؟!
و كيف يكون (الزومبى) حقيقة على الرغم من ان الامر يناقض العلم و جميع الاديان السماوية بشدة؟!

لقد خرج الباحث (ويد دافيز) بنظرية منطقية جدا و هى على الارجح وراء ما يحدث ، اذ يقول بان الاشخاص الذين تمت اعادتهم الى الحياة تحولوا الى (زومبى) لم يكونوا موتى بالاصل ، حيث ان هناك مادة يستخرجها السحرة و المشعوذين من احد انواع الاسماك و يطلق عليه اسم (السمك المنتفخ)او من (العُجلوم) - وهو احد انواع الضفادع - و هذه المادة تجعل الانسان فى غيبوبة شبيهة جدا بالموت ، ثم يأتى بعدها المشعوذ و يعطى الضحية ترياق مضاد لهذه المادة ، فتنهض الضحية و تعود الى وعيها!!

و كأعراض جانبية من تناول تلك المادة ، يفقد الانسان جزءا كبيرا من ذاكرته و يبدأ بالتصرف و كأنه تحت تأثير مخدر قوى و يصبح مسلوب الارادة تماما و مشوش الذهن ، حتى انه من السهل جدا اخضاعه للاوامر و اجباره على تنفيذها ، ليظنه الاهالى البسطاء قد اعيد الى الحياة !!

و لكن عالم الانثروبولوجى الفرنسى (الفريد ميتروكس) يخالف هذا الرأى ، فقد قام بعمل دراسة شاملة لقضية (الزومبى) فى (هاييتى) و تبين له ان هناك بعض الحالات التى تتحدى نظرية (ويد دافيس) ، و هذا بالطبع لا يعنى ان (الزومبى) حقيقة كل ما فى الامر ان هناك تفسيرا ما لم يتوصل اليه العلماء حتى الان .

و قد تم استغلال الزومبى فى بعض القضايا السياسية ، منها ما حدث فى اوائل التسعينات عندما قام بعض العسكريين بالانقلاب ضد حكومة (هاييتى) ، لتحشد (الولايات المتحدة الامريكية) قواتها لدخول (هاييتى) و ارجاع الامور الى نصابها فادعى مجلس الثوار و ببيان رسمى انه قد تم اعداد جيشا من (الزومبى) لقتال الامريكان ، و كان الهدف من هذا هو بالطبع زرع الخوف فى قلوب الجنود الامريكان ، و لكن الامر لم يهم المسؤولين فى (الولايات المتحدة الامريكية) التى قام جيشها فعليا باجتياح (هاييتى) عام 1994 لاعادة الامور الى نصابها ، دون ان يشاهدوا اى جيوش من (الزومبى) .

و تجدر الاشارة الى ان الاهالى فى (هاييتى) يخشون كثيرا ان يتحولوا الى (زومبى) فلازال عدد كبير جدا يضعون الصخور الضخمة الثقيلة على قبور امواتهم حتى يمنعوا السحرة و المشعوذين من الوصول الى تلك القبور و تحويل الموتى الى (زومبى) ، فى حين يمكث اخرون بالقرب من قبور افراد عائلاتهم لفترة من الزمن حتى يتأكدوا من تحلل الجثث قبل ان يقوم ساحر بسرقتها ، او يقوموا بتشويه الجثة كليا ، لان الساحر - كما يظن الاهالى - يحتاج الى جثة حديثة غير متحللة او مشوهة حتى يعيد اليها الحياة كـ(زومبى).

This entry was posted on الاثنين، 15 يونيو 2009 at 12:09 م . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 التعليقات

إرسال تعليق